فضاء حر

عن فوضى التكوين

يمنات

محمد اللوزي

فوضى التكوين قلق العبارة .خروج عن المألوف، إحتشاد قوي لما يهطل قوة من معاني ليست المفروشة في الطريق .فوضى تفكير يؤدي إلى خربشة العادي واختراع الأجمل، ونقاء حد صقل الروح في المرآة .دخول في الشيء ونقيضه ،استبصار لنا هناك، وهروب من هنا تفتح عوالم ،وانطلاق روح على عرش الكلم لترى أفقا جديدا لايقبل التشابه والإنغلاق ..

فوضى التكوين إنبلاج جديد من جديد، وانطلاقة الذات في عالم يتسع لها جنونا فيه نبض يستحق الذهول .الغريب هنا هو العادي البسيط المألوف اللا مفكر القريب الى السطحية .أما فوضى التكوين فهي قلق الفكرة ،خروجها عن نسق الطبيعي بتوليفة خاصة، وقراءة أخص، تمنح الحرف وهجا لايخبو وتفتح زمنا لأزمنة، وتؤرخ نفسها وتنوجد من قوة التفتح والرؤية الى مسافة أبعد من الذاكرة .

فوضى التكوين ليس تدجينا ولا خنوعا وبقاءا في المحنط ،هو انتقال من المتن الى المتن، لايقبل الهامشي، ويحفل بالدهشة، وفض تخوم معاني بلغة تموج مع الموج، تهدر، تخلق حلما ومعنى وفلسفة ورؤيا .هكذا فوضى التكوين ليس المرتب المقنن الممنطق .وإنما هو التميز، الفرادة، التحدي، اجتياز موانع وكسر رتابة وفوضى تتآلف لتنتج قانونها وقدرتها ونظامها الغير متشابه .

فوضى التكوين، إبداع لايكرر ذاته ولايقبل أن يكون تقليديا ولاينصهر فيذبل فيموت .هو هنا تكوين لتكوين آخر، إمتداد فقط لماهو أكثر سموا .والتشابه إن وجد هوفي القوة في اختراق تخوم اللغة، في النبض بمستوى يحفل بالإستثنائي وتصييره دوما استثنائيا ولادة أكبر من اشتقاق، وجمهرة قراء .هنا فقط تكون الندرة مجاله الحيوي، والتساؤل مستوى الرقي الى ما ينبغي أن يكون بحجم التطور العولمي والفضاء( السيبرنطيقي )..

فوضى التكوين جماليات الروح ، تمرد على كل ما يعتقل العقل باسم القراءة للجميع. لاقراءة للجميع إلا في الكتاب المدرسي، وفي الكتاتيب، وكل ما يمت الى المكتبي المرتب البسيط .القراءة في فوضى التكوين لكل من يجد التعالي موقعا، والحرف متمردا والمعنى متشضيا .لانريد الجاهز، ولا المقدم نفسه بنفسه، نريد معنى يفجر ذاكرة، ينحت منها مايستحق التكوين، يخلق عالمه، يقراء نفسه بنفسه، يتموضع في العميق والقدرة على استحضاره خارج المألوف والمدرسي..

فوضى التكوين، تدمير للمرتب المنتمي الى الجاهزية من أجل رسم النحن في الهنا في زمنها، في تموضعها الصعب، وفي اجتراح الغيم يبقى قابلا للإنهمار ..

فوضى التكوين، يؤجل الهطول ويتعلق به، ويأتي إليه، ويقبل أن يكونه.. فوضى التكوين قلق العبارة علامة صحة العقل في القدرة على الإنتاجية المستقلة
الاستقلال حرية، الحرية انتماء الى الإبداع،الإبدع تفرد وتميز.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى